اي لن يستطيعوا ان يواجهوك بعد ما يخرجوك. لعل الآية تشير الى سنة إلهية ، قضاها الرب لعباده : ان رسل الله ، والذين هم يسيرون على نهجهم ، أوتاد الأرض ، فمن دونهم تسيخ بأهلها ، بهم يحفظ الله العصاة ان يدمرهم شر تدمير ، فاذا طغى الناس واخرجوا هؤلاء من بلادهم فان العذاب يصبّ عليهم صبا. ولو لا ان نبينا (ص) اختار الهجرة الى المدينة لكان أهل مكة يتعرضون لعذاب شديد ، بل انك ترى انهم تعرضوا للقتل والأسر ، وفتح بلدهم لأنهم هموا بإخراج الرسول.
[٧٧] (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً)
سنة الله لن تتغير حتى يوم القيامة ، فهذه من الحتميات الالهية ، والتحويل هو تحويل الشيء الى غيره ، وسنة الله المتمثلة بنصر الرسل ، سنة ابديّة محتومة ، كما ان الظروف الطبيعية تحتمها ، لان الكفر يسير ضد التيار العام للطبيعة ، بينما تنتصر رسالات الله ، لأنها تتحرك باتجاه التيار الطبيعي للحياة ، كما انها تتوافق مع الفطرة.
الصلاة :
[٧٨] كيف يقاوم المرء ضغوط الشيطان؟ يجيب السياق القرآني عن هذا السؤال بعد ان بيّن خطط إبليس في إغواء بني آدم ، وسوقهم الى النار ويتلخص الجواب في اقامة الصلوات المفروضة ، والتهجد بالليل ، والصدق في المدخل والمخرج ، والتوكل على الله ، والثقة بنصره ، فهذه خمسة برامج يتحدى بها المؤمن مكر الشيطان وكيده.
[٧٨] (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)