وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً).
ويستمر السفه الفكري ، والخواء الثقافي النابع من المنطلقات المادية للمجتمعات الكافرة ، فهم تارة يطلبون ينابيع الماء ، وفي اخرى يطالبون بالجنات والأنهار ، ويبلغ بهم السفه حدّا يطالبون بحضور الله وملائكته عندهم ليتأكدوا من صدق الرسالة (!!) انهم قوم لا يؤمنون الا بالمحسوس ، وأما غير ذلك فهم به كافرون ، والقرآن يدعوهم لإثارة عقولهم ، والتخلي عن هذه المنطلقات السخيفة في تقييم الأفكار وابعاد الحياة.
[٩٣] (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ)
ومن مقومات الرسالة والرسول عند أمثال هؤلاء : امتلاك الوسائل المعيشية كالبيت الجميل ، والمكانة الاجتماعية الرفيعة ، والكلمة النافذة ، وان يكون فوق البشر انطلاقا من نظرتهم المادية القاصرة ، وهم يطلبون صعود الرسول للسماء ، وأخذ رسالة من الله مكتوبة في ورقة.
ان كل رسالة ان لم تكن مختومة بختم الواقع ، ومدموغة بدمغة الحق الالهي هي باطلة بلا جدال ، وهذا هو المعيار الحق لتقييم الرسالات وليست تلك المنطلقات الهزيلة.
(قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)
ان مشكلة الناس هي وقوفهم عند نقطة بشرية الرسول ، واختلاط المقدمات بالنتائج في شكل غير صحيح في تقييمهم للرسالة مما يؤدي الى نشوء معايير ومقاييس غير سليمة ، فمصدر الرسالة هو الله واليه المرجع والمصير ، وما الرسول الا بشير ونذير ،