(فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً)
فبدل شكر النعم تراهم يكفرون بها ، لماذا؟
لان منطلق الناس في تقييم القرآن هو منطلق مادي بحت ، وهم يظنون ان القرآن يجب ان يوزن بمقدار الذهب ، ومكاييل الفضة ، ومساحات العقار ، وهذا هو نمط تفكيرهم المنحرف.
حوار العاجزين :
[٩٠] (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً)
يبدأ المعارضون في طرح افكارهم التبريرية ، وشروطهم التعجيزية في محاولة يائسة للتنصل من مسئوليات الايمان بالرسالة ، فبدل أن يسألوا عن تطلعات الرسالة وبرامجها في الحياة يطلبون من الرسول ان يفجر لهم ينبوعا من الماء ، وما قيمة الينبوع امام منهج الحياة ، وتنظيم السلوك والمجتمع؟!
[٩١] (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً)
وهنا تتجلى بوضوح مادية النمط التفكيري للكفار ، فهم يطالبون بالماء والنخيل والجنات والأنهار لتكون شواهد على صدق الرسالة ، ولكن السؤال الذي يطرح على أمثال هؤلاء هو : ماذا يعني تفجر الينابيع بالنسبة للرسالة؟ وما علاقة مبدأ الرسالة واحقيتها بهذه المطالب المادية؟ وهل تصلح هذه لكي تكون شواهد صدق على عصمة الرسالة وعظمتها؟
[٩٢] (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ