الروح ، والدليل على ذلك : ان باستطاعة ربنا سبحانه أخذ هذا الوحي من نبيه ، ولا يستطيع النبي ان يفعل شيئا ، وهذا دليل على قدرة الله.
[٨٧] (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً)
ومن رحمة الله بعباده تنزيله الوحي عبر الروح على رسوله ، وهذه هي أكبر النعم على امة الرسول حيث يتبعون منهاجه ويستضيئون بقبسات هديه ، والعقل والعلم ظلال لتلك الروح ومثل هذه الروح لا تقهر ، ومثل هذا القرآن لا يهزم.
القرآن يتحدى :
[٨٨] (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)
لو قام جميع سكان المعمورة بالاجتماع من أجل صنع آية كآيات القرآن لما استطاعوا ذلك ، والقصص التاريخية كثيرة في هذا المجال ، فذات مرة اجتمع ثلاثة من كبار بلغاء العرب وزنادقتهم وفيهم ابن أبي العوجاء الملحد المعروف ، وقرروا في اجتماعهم تأليف آيات بضاهون بها القرآن ، وطال بحثهم لمدة سنة كاملة فما رجعوا الا بالخيبة والخسران ، وها هو القرآن بعد أكثر من (١٤٠٠) عام يتحدى الغرب والشرق ، فهل من منافس؟! كلا.
[٨٩] (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ)
ومن معاجز القرآن انه يحدثنا عن كل شيء ، ويضرب لنا الامثلة في كل ناحية ، لذلك كان القرآن واقعي التشريع ، صحيح المنهج ، فواضعه علّام الغيوب الذي لا تخفى عليه خافية في السماوات والأرض.