(٦٧) وقوله : «وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً» (٨٣) ولعل السبب يكمن في ان هذه السورة تبين فوائد الوحي ومن أعظم فوائده : شفاء البشر من طبائعه الضعيفة والمنحرفة ، ومن هنا ذكرت السورة ببعض هذه الطباع.
[١٠١] (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ)
لقد كذبوه لأنهم نظروا اليه بمثل نظرتهم الى نبيكم ، فقد كان راعيا ، ذا ملابس بسيطة وو حين قال : اني رسول رب العالمين إليكم اتهمه فرعون بالجنون.
(فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً)
يبدو انه زعم ان موسى قد ابتلي بالسحر لأنه كان شائعا في مجتمعة ، ولان عواقب هذه الدعوة كانت تضر موسى ، ولا يقدم على مثلها عاقل.
هكذا كان يزعم فرعون ذلك الجبار الكافر بجبار السماوات والأرض سبحانه.
والواقع ان تحدي أنبياء الله لسلطات عصرهم وفساد مجتمعهم كان عظيما وشاملا وجذريا ، الى درجة كانوا يتّهمون بالجنون لو لا ان كل تصرفاتهم وأقوالهم كانت تفيض بالحكمة والمعرفة ، فلو لم يكونوا متصلين بالغيب ، وواثقين من نصر الله لهم ، ومخلصين لقضيتهم فهل كان تحديهم غير الجنون ، إذا ذات التحدي كان أعظم شهادة على صدق رسالاتهم ، ولعل القرآن ينقل لنا تهم الطغاة للأنبياء بالجنون لنعرف هذه الحقيقة.
ولم يكن موسى مسحورا بل كان رسولا ، وعلامة رسالته تحديه لسلطة فرعون ، وارهابه وتضليله لذلك قال :