للإنسان أجل لا ريب في ذلك ، وأموره جميعا بيد الله ، بقاؤه ، حياته ، موته ، وحياته من جديد وإذا أخر الله سبحانه عذابهم فانما رحمة بهم ، وتنفيذا لأجل مقدر سلفا ، ولعلهم يرجعون ، ولكنهم بدل ان يشكروا نعمة الله وينتفعوا بهذه الفرصة الاخيرة التي منحت لهم تراهم يكفرون بالله ، ويكفرون بنعمة الأجل ، بل يتخذون من تأخير الأجل دليلا على عدم العقاب ، أفليس ذلك منتهى الكفران بالنعمة؟! بلى ، والسؤال لماذا هذا الكفران؟ والجواب : لأنهم ظلموا أنفسهم. وظلموا الناس ، وتجاوزوا حقوق الله وحقوق الناس.
(فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً)
كلما ازدادت الجرائم حجبت القلوب عن الايمان فيكفرون ، وهذه فكرة طالما تكررت في القرآن الكريم ، وهناك تجربة شخصية يمكن لاي شخص ان يلاحظها في نفسه فعند ما يدفع الشيطان الإنسان الى ارتكاب معصية ما تجد قلبه معرضا عن ذكر الله ، وخلال صلاته يكون مشغول البال ، اما حينما يكون القلب نظيفا فانك تجده متصلا بنور الله سبحانه حتى في غير الصلاة.
[١٠٠] (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً)
الحاجز الآخر الذي يحجز الإنسان عن الايمان هو (البخل) فالإنسان مجبول على الشح سواء كان غنيا أو فقيرا ، فلو كان يملك خزائن الله ، وخزائن رحمته التي وسعت كل شيء لقبض يده خشية الإنفاق.
لقد تكررت في سورة الإسراء المباركة مثل هذه الآية التي تذكرنا بطبائع الإنسان كقوله سبحانه : «وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً» وقوله «وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً»