الباء : حرف جر للاستعانة فان قلت : اكتب بالقلم ، اي استعن بالقلم في الكتابة وهذا المعنى يصح في الآية ، إذ ان الحق محتوى القرآن وجوهره بل ان كل آية فيه دليل حق ، لان القرآن جاء لاحقاق الحق كله.
قال تعالى : (وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) (٧ / الأنفال)
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً)
الرسول بالنسبة الى من أرسل إليهم لا يعدو ان يكون مبشرا لهم بالخير ان هم آمنوا ، ونذيرا لهم بالعذاب ان هم كفروا ولم يكن الرسول كفيلا أو وكيلا عليهم ولم يؤت صلاحية تغيير القرآن ، وقد عصمه الله من ان يغير فيه شيئا.
[١٠٦] (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ)
للقرآن عدة أسماء فمرة يقال : انه كتاب لأنه يكتب ، ومرة يقال : انه فرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل ، ومرة يقال : انه ذكر لأنه يذكر ، وهكذا يسمى القرآن قرآنا لأنه يقرأ ، وهكذا تختلف المسميات. والمسمى واحد ولعل ذلك من أجل الا يعتقد الإنسان ان أهمية القرآن تكمن في كتابته أو في قراءته ، ولكن أهمية القرآن تكمن في جوهره. وما هذه الأسماء الا تلخيص لاهداف القرآن واشارة إليها.
(فرقناه) اي فصلناه وفرقناه «على مكث» : اي بتأن وتؤده ، بين فترة واخرى حتى يستوعبه الناس.
(وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً)
في الآيتين السابقتين قال الله كلمة واحدة باختلاف بسيط ، فقال مرة : أنزلناه ،