ومرّة نزّلناه ، فما هو الفرق بين الكلمتين؟
الفرق هو ان كلمة (أنزلناه) اي أنزلناه جملة واحدة و (نزّلناه) اي على اقساط وهذا يؤكد ما قيل : ان القرآن نزل مرتين على قلب الرسول (ص) مرة في ليلة القدر ، والمرة الاخرى خلال ثلاث وعشرين سنة حسب المناسبات والظروف لكي تترسخ آياته وتعاليمه في ضمير المؤمنين وفي واقع الحياة الاجتماعية.
[١٠٧ ـ ١٠٨] ان النفس العالمة لا تستطيع ان تصبر امام النور الباهر المنبعث من القرآن ، ويخرّ صاحبها سجودا.
ولكن من هم الذين أوتوا العلم؟
الذين أوتوا العلم هم أحد اثنين :
١ ـ اما أولئك الذين أعطاهم الله العلم من أهل الكتاب عن طريق الرسالات الالهية السابقة ، وعند ما سمعوا الآيات القرآنية استوعبوها ورأوا ان هذه الآيات مصدقة لما أوتوه ، بل هي أعظم فسجدوا للحق وخضعوا له.
٢ ـ واما ان يكونوا من العرب الذين غمرت نفوسهم بزخات العلم ، فكانوا غير أولئك الجهّال الذين يبحثون عن الأمور التافهة لذلك فهم عند ما يستمعون الى صوت الحق ، ويرون النور الباهر يؤمنون به ، ويستجيبون لندائه.
كان اويس القرني يعيش في الصحراء عيشة العز والشرف ، فعند ما سمع بالرسول وبقرآنه ، آمن به وبقرآنه من دون ان يراه فصار بذلك من المقربين الى رسول الله (ص) ، وأسلم وأحسن إسلامه فكان يقضي نهاره بالصوم وليله بالعبادة ، ومثل أو يس أبو ذر والمقداد وكثيرون آخرون.