فنحن اذن أحوج ما نكون الى القرآن لكي نعرف ربنا ، ونعرف أسماءه الحسنى. وان معرفة الله سبحانه أعظم فائدة يستفيدها الإنسان من خلال قراءته للقرآن ، لو قرأها من دون حجاب بينه وبينها ، وهي بالتالي أعظم شهادة على صدق رسالات الربّ.
جاء في الحديث المأثور :
«إنّ الله تجلى في كتابه لعباده ولكن الناس لا يبصرون»
فهذا القرآن أنزل الله فيه ما لو نزل على جبل لفته فتا ، فقال : «لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ* وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» (٢٢ / الحشر)
هذا هو حال الجبل الأصم من عبر القرآن ودروسه فكيف بالإنسان.
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً)
الحمد لله على انه لم يتخذ ولدا ، لعل أحد معاني هذه الكلمة انه سبحانه لم يفضل عنصرا على عنصر ولا جوهرا على جوهر الا بالتقوى ، مما اعطى للجميع فرصة التعالي اليه ، والكمال بفضله. والآية تفضح ما يعتقده الوثنيون من ان الله أولادا هم الملائكة.
جاء في الحديث :
«الحمد لله الذي لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك»
وحيث نفي الولد ، نفي الشرك لان من لم يلد صمد الا جزاء ، فكيف يكون مولودا ومن لم يكن مولودا لا يكون شبيها بشيء ، فلا كفو له ولأنه لا شريك له لا