قال : فقال «نفعك الله به وثبتك قال هشام : فو الله ما قهرني أحد في علم التوحيد حتى قمت مقامي هذا» (١)
(وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)
جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق (ع):
«الجهر بها رفع الصوت ، والتخافت بها ما لم تسمع نفسك ، واقرأ بين ذلك» (٢)
ولعل الآية تشير الى فكرة هامة هي انه لا ينبغي الصراخ في الصلاة لان الصراخ ليس من آداب الدعاء ولا يجوز الإخفات الى درجة بعيدة صحيح ان الله بعيد عنك بعلوه وجلاله الا انه قريب منك بلطفه وعلمه ، وكما جاء في الدعاء (الذي بعد فلا يرى ، وقرب فشهد النجوى) ولذلك شرع في الصلوات الإخفات في الصلاة النهارية ، والجهر في الصلاة الليلية.
الله يتجلى في كتابه :
[١١١] لم تحر البشرية في مسألة كحيرتها في الرب ، لان عقل الإنسان محدود فبالرغم من ان الله علمه الأسماء كلها ، قصر عن معرفة كنه وجود الله سبحانه ، إذ أن علمه وعقله ، وكل وجوده أقل من ان يحيط برب السماوات والأرض ، فكيف يحيط بكنهه وهو لم يحط بنفسه علما. بل الاحاطة بكنه الطبيعة من حوله الا أن الله سبحانه ما ترك الإنسان سادرا في حياته تلك ، فقد عرفه نفسه وتجلى له مرتين : مرة في آفاق العالم ومرة في نفسه عبر الذكر الحكيم. وآيات الذكر تذكرنا بآيات الطبيعة.
__________________
(١) البحار ج ٤ ـ ص ١٥٨
(٢) نور الثقلين ج ٣ ص ٢٣٤