لتقربهم الى الله زلفى ، فصنعوا لله ثلاثمائة وستين إلها ، كل إله يختلف عن الآخر ، فجمال الله يختلف عن عمله وعلمه يختلف عن جلاله ، وجلاله يختلف عن قدرته وهكذا ..
هذه هي الوثنية ، أما عقيدة التوحيد فترفض ذلك وترى ان أسماء الله تشير الى الحق الواحد فالله رحيم عزيز ، وبيد ان العزة والرحمة تشير ان الى ذات واحد ، وهكذا جبار وكريم ، ورؤف .. إلخ ، وهذه الأسماء مجرد آيات تشير اليه سبحانه فعند ما نقول : سميع بصير ، فهو سميع بصير بدون آلة سمع أو بصر ، وقد قال الشاعر :
عباراتنا شتى وحسنك واحد |
|
وكل الى ذلك الجمال يشير |
قال كفار قريش عن الرسول (ص) مرة : انظروا الى هذا الصابئي يأمرنا ان نعبد إلها واحدا وهو يعبد الهين ، يقول : الله ، الرحمن ، فجاءت الآية لتقول : سواء قلت الله أو الرحمن أو الرحيم أو الواحد أو القهار فان ذلك يدل على شيء واحد ، وان الأسماء الحسنى كلها لله وهي ليست بعيدة عنه ـ فهي صفات له ، وهي غير ذاته.
جاء في الحديث عند سؤال هشام بن الحكم الامام الصادق (ع) عن اشتقاق كلمة (الله) فقال له : «يا هشام! الله» مشتق من «اله» و «إله» يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمى فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد ، أفهمت يا هشام؟ قال : فقلت : زدني فقال : «ان الله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما ، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها ، ولكن الله معنى يدل عليه هذه الأسماء ، وكلها غيره ، يا هشام! الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب أسم للملبوس ، والنار اسم للمحروق ، أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتناضل أعداءنا ، والمتخذين مع الله عز وجل غيره؟» قلت : نعم