يبدو ان للإنسان امام الحالات الغريبة ، حالتين متدرجتين :
الاولى : الانصعاق والدهشة.
الثانية : الانبهار الواعي.
ولعل الآية التالية تشير الى هاتين الحالتين حيث يقول سبحانه : «اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ» (٢٣ / الزمر) في البدء يرتجف الإنسان ويصعق ، ثم يستوعب الصعقة وهكذا المؤمنون فهم يخرّون أولا لقوة النور ، وما يلبثون ان يتعودوا على قوة النور ، فيخرون خشوعا لله سبحانه.
توحيد الله :
[١١٠] (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)
كتب العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان بحثا مطولا في هذه الآية فقال ما محتواه : ان البوذيين والمجوس وغيرهم من اتباع الأديان ، ومن تأسى بهم يعتقدون ان لله مظهرا وجوهرا ، وان مظهر الله يختلف عن جوهره ، فمظهره هي أسماؤه وهي منفصلة عن جوهره ، أو بمعنى آخر منفصلة عن ذاته ، ويعتقدون بان الله أجل من ان يسمى بهذه الأسماء ، وأسماؤه انما هي الملائكة ، فكل ملك من الملائكة يحمل صفة من صفات الله ، فأحد الملائكة يمثل العلم ، وآخر يمثل العزة ، وآخر يمثل القدرة ، فهم يعبدون الملائكة ويجسمونها بتجسيمات مختلفة ، وبالتالي فهم لا يعبدونها الا