بديلا عن الحقائق التي وراءها.
التفسير والتدبر :
ولعل هذا هو الفرق جليّا بين كلمتي : التفسير والتدبّر وهكذا الفرق بين كلمتي التفسير والتأويل.
فالتفسير هو : شرح وتوضيح الآيات القرآنية ذاتها فيما يرتبط بالقرآن ذاته ، حروفه وكلماته وجمله وآياته ، وسياق المجموعة التوجيهية في القرآن وارتباط السور مع بعضها.
بينما التدبّر شيء آخر ، وهو ما دعا القرآن الى ان يكون وسيلة لمعرفة التأويل أو النهايات والنتائج الواقعة لآياته ، والكلمة مشتقة من (الدبر) وهو مؤخرة الشيء ، وهذا يوحي بأن التدبّر هو عدم الوقوف عند ظواهر المعاني والحوادث ، بل محاولة معرفة ما ورائها.
قال الطبرسي (قدس الله روحه) التدبر : النظر في عواقب الأمور.
مجمع البيان ج ٣ ص ٨١
وعاقبة الأمر : هي ما يؤول اليه الأمر ، وهو تأويله.
قال الله سبحانه وتعالى : «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ» (٥٣ / الأعراف).
وقال في قصة يوسف : «قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ» (٣٧ / يوسف)