الأبواب على أنفسنا وننفصل عن الواقع ، وإذا أردنا ان نتدبر فعلينا ان ندخل في حياة المجتمع ونعرف خصائصه ومميزاته ، وندرس طبيعته ، ثم بعد ذلك نرجع الى القرآن ونسأله : ماذا نسمّي مجتمعا هذه ميزاته وخصائصه ، وتلك سلبياته وايجابياته؟ هل هو مجتمع لوط أو شعيب أو ثمود أو غيرهم؟ والمطلوب من الإنسان في دراسته للقرآن التفسير ثم التدبر والتأويل بمعناها المذكور آنفا.
التدبر والمسلمون في العصر الحاضر :
لقد توقف المسلمون اليوم عند القرآن ، كان القرآن منطلقا فجلسوا عند المنطلق ، وكان مطارا يجب ان يقلعوا بواسطته فمكثوا في المطار ، وكان مصباحا يضيء العالم فاكتفوا بجعله زينة ، وكفّوا عن الاستضاءة بنوره في دروب الحياة المظلمة.
انهم الغوا دور افكارهم وعقولهم ، وبذلك الغي التدبر من القرآن ، فسدّ باب عظيم من أبوابه التي أمرنا الله بدخولها ، اننا لا نجد في القرآن الحكيم آية تشير الى التفسير بينما توجد عدّة آيات حول ضرورة التدبّر.
١ ـ «أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها»
٢ ـ «كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ»
وعشرات الآيات تأمرنا بالتفكر ، والسير ، والحركة ، والتذكر ، وكلما يحرك طاقات الإنسان نفسه.
وهنا يكمن سر الغموض في فهم القرآن لدى أغلب المسلمين لأن عملية التأويل والتفسير متكاملتان والتفسير إذا دعّم بالتأويل والتطبيق فأنه يصبح أكثر وضوحا ويمكن اكتشاف خفاياه بصورة أفضل.