ملتويا ليهلكوا أنفسهم.
وكلما قوي إيمان الإنسان ، وارتفعت درجة حبه للآخرين وإحساسه تجاههم بالعطف والحنان ، كلما اشتد حزنه وغمه على هذا الانحراف ، لذلك تجد رسل الله (صلوات الله عليهم) حينما يواجهون هذا الانحراف الكبير فأنهم يكادون أن يهلكوا أنفسهم لإصلاحه ، فيؤكد القرآن هنا انه لا ينبغي للرسول أو المصلح عموما ، أن يهلك نفسه في سبيل هداية الناس.
إن هذه حكمة من الله إذ خلق الناس ليمتحنهم ، وما على الرسول الا ان يقوم بدور الإنذار والتبشير.
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً)
«زينة الأرض فتنة البشر»
[٧] (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها)
كل ذلك لهدف وحكمة.
(لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
إنما جعلنا ذلك لكي نبلو الإنسان ونختبره ، حتى يتبين الذين يعملون الصالحات من الذين يرتكبون السيئات.
[٨] ولكن لا تغرك زينة الحياة فإنها لا تدوم ، إنها أيام قليلة وسنوات معدودة وتنتهي.
(وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً)