تصور مدينة جميلة تزخر بالحياة فيها أشجار وحدائق ، وشوارع وبيوت ، ورياش وامتعة ، ووسائل .. إلخ ، وإذا بصاعقة قاصفة ، أو زلزال رهيب ، أو حرب مدمرة تحول تلك المدينة الجميلة الى صعيد أملس وارض جرداء ، ففي فترة قليلة لا تتعدى (١) من الثانية الواحدة تحولت مدينة (هيروشيما) ثم مدينة (نجازاكي) ربما فيهما من المصانع والعمارات والمنشآت ، الى ما يشبه الرماد.
على الإنسان ان يعتبر ، يمكن ان ينجذب الى زينة الحياة ، ولكن ليس ذلك الانجذاب المطلق ، الذي يفقد معه قيمه وطريقه انما ينجذب الى الحياة في حدود حاجته إليها ، وفي نطاق احتفاظه بقدرته وسيطرته على نفسه وعلى الحياة ، فيصبح هو مالك الحياة لا مملوكا لمتاعها ، ولا ننسى ذلك الحديث الكريم المروي عن الأمام علي (ع) الذي يقول فيه :
«ليس الزهد الا تملك شيئا ، وانما الزهد الا يملكك شيء»