وهي تدل على وجود حكمة في تدبير الكون وقوّة قاهرة تجري تلك الحكمة.
فآثار القدرة والحكمة الإلهيّة واضحة ، وأصحاب الكهف والرقيم كانوا مجموعة بشر يعيشون مجمل هذه المعادلة الكونيّة الحكيمة ، اذن لا تعجب إذا جاءت يد الغيب وانتشلتهم من وهدتهم وحررتهم من اغلالهم.
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً)
يقول المؤرخون : انه حين قتل يزيد بن معاوية. سبط رسول الله أبا عبد الله الحسين (عليه السلام). وطاف برأسه البلاد كان الرأس يتلو من فوق القناة هذه الآية الكريمة.
أو تدري لماذا هذه الآية بالذات؟ لعلّه لبيان تلك المعادلة الكونية ولكي لا يتعجب الناس كيف ان الرأس الشريف يتلو القرآن.
وهكذا فأن ذلك الرأس المبارك يشير الى ان الكون يجري ضمن معادلة حكيمة من ابعادها نصرة المظلوم إذ ان نصرة المظلوم هي ضمن تلك المعادلة التي أجراها ربنا سبحانه وتعالى في كل ابعاد الكون.
ومعنى هذه الآية هو : هل تحسب ايها الإنسان ان ما جرى لهؤلاء هو شيء عجيب؟ كلا ..
هناك آيات وحقائق تعودنا على رؤيتها ، وهناك حقائق لم نرها ، فأنت إذا دخلت مدينة لأول مرة قد تتعجب من لغة وعادات أهلها ، وبناء بيوتها وجسورها ، ونظام الشوارع والسير فيها .. إلخ ، ولكن إذا بقيت فيها لمدة سنة فكل شيء يغدو عندك آنئذ عاديّا.
والمجتمع يبادل بعضه بعضا التعاون والعمل ، والأحساس والفكر ، فيبدو لنا ذلك الشيء طبيعيّا جدّا لأن هذه السنن حياتيّة ، حيث جعل الله الناس يحتاج