ان الضرب على الأذان اشارة لطيفة الى ان أهم علامة للنوم عند الإنسان هي ثقل اذنه ، وانقطاع سمعه ، واما إغماض العين ، فليس كافيا لأن يدل على النوم ، إذ قد يغمض الإنسان عينيه وهو مستيقظ ، ولكنه لا يمكن ان يقطع سمعه وهو كذلك.
هذا من جهة ومن جهة ثانية باستطاعة البشر ان ينام يوما أو يومين بدون أكل أو شرب ، بينما نجد هؤلاء قد ناموا سنين عديدة ، حتى انتهى العهد الفاسد ، وهكذا كانوا يبدون في مظهر الأموات ، ولذلك يقول القرآن :
[١٢] (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً)
فشبه ايقاظهم ببعث الموتى ، بسبب طول فترة مكوثهم نياما ، ولكن لماذا بعثهم الله يا ترى؟
ذلك لكي يرى الناس أنه قويّ قدير ، وان حزب الله هو الغالب ، إذ أن هناك حزبان فقط في ساحة الحياة مهما اختلفت العناوين والأسماء ، حزب المستكبرين الراضين بحكم الظلم والجور ، والآخر هو حزب الله الثائرين على الظلم والجور.
وحزب الله لا يملكون الا أنفسهم في البداية ، حتى انهم يضطرون للالتجاء الى الكهف ، أو كما في عصرنا الى العمل السري أو الهجرة من البلاد ، وهذا دليل انقطاعهم عن الوسائل المادية.
حينما نقارن بين أصحاب الكهف وبين الحكومة الطاغوتية آنذاك ، حيث كان الملك وأعوانه يملكون القوة والهيبة والسلطان وكل الوسائل المادية ، نجد ان كفة أصحاب الحق هي الراجحة بالرغم من ذلك لأن الطواغيت كانوا يسيرون على طريق الخطأ ، ولم يستطيعوا ان يحموا ما كانوا يملكون بينما نجد أولئك الذين لم يكونوا يملكون شيئا الا أنفسهم وإرادتهم ، حموها بالإيواء الى الكهف اولا ، ومن ثم