حسبما يبدو ، فلا تقل انك لست برسول ولم ينزل عليك وحي ، ففيك من الفطرة الإلهية ما لو اتبعتها أعانك الله على ظروفك.
[١٠] (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً)
لقد التجأوا الى الكهف حيث لم يجدوا في الأرض ملجأ ، ولم يكن هناك من يسمع كلامهم ، أو يستجيب لهم فيعينهم ، فأضطروا الى تلك الوسيلة التي لم يكن امامهم غيرها.
والإنسان عند ما تضطره الظروف للالتجاء الى كهف داخل جبل في منطقة معزولة قفراء ، فأن ذلك يعني انه منقطع من كل أسباب القوة والأمن ، ومفتقد لكل نصير ومعين ، وهذا هو ما يحدث للذين يريدون ان يتحرروا من الأغلال ، ويثوروا على الأوضاع المنحرفة.
وحينما لم يجد فتية الكهف أحدا في الأرض ينصرهم التجأوا الى رب السماء سبحانه ، ودعوا الله أن يعطيهم أمرين :
الأول : الرحمة اي الخير والتقدم ، وكل ما في الحياة من أسباب السعادة والفلاح.
الثاني : ان يهديهم الى الطريق السوي صحيح ان فطرتهم أوضحت لهم ان طريق قومهم خاطئ ، ولكنهم لم يكونوا يعرفون الطريق البديل. وقوله تعالى :
«وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً». يدل على ذلك.
خرق السنن الطبيعية :
[١١] (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً)