التصديق ، اما التعجب بمعنى الانبهار بعظمة الله وقدرته التي تتمثل في بديع خلقه وإتقان صنعه ، الذي يؤدي الى سمو الأيمان وكمال التصديق فشيء حسن ، إذ ان كل خلق الله يثير العجب لدى التأمل والتفكر.
«أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً»؟!
الكهف هو الفجوة في الصخور الجبلية ، والرقيم هي الكتابة ـ حسب أقرب التفاسير ـ وتختلف التفاسير هل ان أصحاب الكهف هم أصحاب الرقيم؟ أم ان أولئك طائفة اخرى؟
ويشير حديث شريف الى انهم كانوا طائفة اخرى ، ولكن بعض المفسرين يذكرون ان كلمة الرقيم تدل على الكتابة التي نقشها قوم أصحاب الكهف على باب الصخرة ، ولذلك سموا بأصحاب الرقيم.
حرية الإنسان تتحدى :
ومما يثير العجب في قصة أصحاب الكهف ، قدرة هؤلاء الفتية من البشر على الأفلات من أغلال الطاغوت ، وقيود الثقافة الفاسدة ، من دون رسالة ولا رسول. فنحن نعرف ان الله يبعث رسولا الى قوم يعظهم فيؤمن به جماعة ويكفر آخرون ، ولكن ان ينبعث ضمير نقي في مجموعة فتية يعيشون تحت ركام الخرافات وفي ظل الظروف الفاسدة فيثوروا ويتحرروا!! ان هذه قضية تبدو غريبة وتثير العجب ، ولكن لدى التأمل الدقيق يتبين ان فطرة الإنسان مهيأة لتمييز الانحراف من الاستقامة ، وان قدرة الله ونصرته تعين الإنسان الذي يستجيب لنداء فطرته.
فكما ان الله يبعث رسولا ، وينزل عليه الملائكة والكتاب ، ويؤيده بروح منه ، كذلك إذا استجبت ايها الإنسان لنداء فطرتك واتبعت الحقيقة بعد ان عرفتها ، فأن الله يزيدك هدى ويأخذ بيدك ، وهذه هي حكمة بيان قصة أصحاب الكهف