فاستنكروا موقف قومهم الذين اتخذوا السلاطين والرؤساء آلهة من دون الله.
(لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ)
إذا أراد الإنسان ان يسلك طريقا ما أو رجلا قائدا فليفعل ، ولكن ان يأتي بحجة قاطعة ودليل قوي ، وهكذا خطأ أصحاب الكهف منهج الكفار في اختيار الإله بطريقة غير عقلانية ، ولم يخطئوا النتيجة فقط ، وانما بدأوا بالسبب الجذر للانحراف ، وهذه من أقوى واعمق الثورات الثقافية والسياسية في العالم ، فهي لا تنظر الى النتائج الظاهرة والفساد القائم فقط ، وإنما تبحث عن السبيل الذي سلكه الناس حتى وصلوا الى ذلك الفساد ، أو طريقة التفكير التي أدت بهم الى هذه النتيجة.
سياسة الطاغوت :
(فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً)
هذه الآية وآيات اخرى شبيهة تشير الى ان الطغاة يؤطرون عملهم بأطار القدسية ، ويحاولون تضليل الناس وإيهامهم بأن ذلك هو من قبل الله سبحانه وتعالى ، ويربطون أنفسهم بطريقة ما بالله وبالمبادئ السامية.
حتى ان هتلر الذي جلب الدمار للعالم كان يعتبر نفسه المنقذ الذي أرسله الله لأنقاذ البشرية ، والصليب المعقوف انما هو اشارة الى انه يمثل الله في الأرض ، وفي هذه الآية يقول أصحاب الكهف : ان قومهم افتروا على الله الكذب ، فقالوا : ان الله هو الذي أمرنا بأن نعبد تلك الألهة وهو بريء مما يدعون.
تأييد الله :
وأخيرا وصل أصحاب الكهف الى نتيجة وقرروا ان يعتزلوا قومهم في البداية ثم