يلتجئوا الى الكهف ويطلبون رحمة الله لينصرهم في حركتهم الثورية.
[١٦] (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ)
من الذي قال لهؤلاء الفتية إنهم إذا اعتزلوا الناس ، والتجأوا الى الكهف ، فأن الله سبحانه سينصرهم؟ هل كان هناك رسول يبلغهم؟
كلا .. وانما كان ذلك من إلهام الفطرة ، انه حينما يكون عمله الله العزيز فأن الله يؤيّده وينصره.
التأييد الإلهي :
(وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً)
اي ان الله سبحانه يهيء لكم الوسائل لتطبيق برامجكم. صحيح ان الوسائل منقطعة والطرق مسدودة أمامكم الآن ، ولكن اعتزلوا الكفار والمشركين ، والتجؤوا الى الكهف وانتظروا رحمة الله فهي آتية لا ريب ، وانه سوف يهيء لكم السبل الملائمة مادية ومعنوية.
وهكذا نستوحي من هذه الآية الكريمة أسلوبا للثورة وهو : اعتزال الطغاة وعدم اتباعهم ، وانتظار رحمة الله ، فلا نكون مستعجلين للحصول على النتيجة ، وانما علينا بالصبر وانتظار الفرج. وكانت الثورات الإلهية تبدأ هكذا عادة : يعتزل شخص أو مجموعة اشخاص ، ثم يلحق بهم الآخرون ، وتأتيهم الأموال والسلاح والرجال من حيث لم يحتسبوا ، وفي ذات الوقت يبدأ الحكم الطاغوتي بالضعف مع الزمن ، وتظهر فيه الثغرات فتتهيأ الظروف لتفجر الثورة ومن ثم انتصارها.