ومن ناحية أخرى فقد جعل الله نومهم بحيث ، كانوا يتقلبون بسبب خفة نومهم ، وهذا بدوره من رحمة الله سبحانه وتعالى ، لأن بقاءهم على حالة واحدة كان سيضر بأجسامهم كما أنه يخرق ثيابهم.
أما كلبهم فقد كان يربض أمام باب كهفهم باسطا ذراعيه ، كما يفعل عادة عند ما يجلس للمراقبة ، والذي يمر عليهم يحسب أن هؤلاء مجموعة من الناس ، جاؤوا الى هذا المكان للقيلولة ، ثم الذهاب الى عملهم ، لأن نومهم خفيف ، والكلب موجود ، وهم يتقلبون ذات اليمين وذات الشمال بالرغم من استيلاء النوم عليهم.
فقد حماهم الله سبحانه وتعالى من الأعداء بسبب الرعب ، فالحيوانات كانت تخاف من الكلب ، أما الناس فكانوا يرتعبون لأنهم إذ اطّلعوا على هذا الكهف وقد نام فيه هؤلاء ، يرون وكأن ابطالا يربضون فيه فيولّون عنهم فرارا ، ويمتلئون منهم رعبا.
لقد أبقاهم الله اجيالا وقرونا على هذه الحالة ، حتى تشابهت حالتهم مع حالة الموتى ، لأن الله لما أيقظهم عبر عن ذلك بالبعث.
جلس هؤلاء من النوم ، وبعد أن انهوا تساؤلهم عن مدّة نومهم ، وحيث بلغ أقصى تقدير لهم أنهم ناموا يوما أو بعض يوم شعروا بالجوع ، وكان أحدهم يملك نقودا وكانت عبارة عن سكة فضيّة دفعها الى وزير الملك ، فتنكر بأن لبس ملابس الراعي وأخذ تلك النقود ، وذهب الى المدينة ليجد أمامه المفاجأة ، فقد لاحظ أن المدينة تغيّرت وأن الأوضاع تبدلت.
كما ان النقود التي كان يحملها كشفت حقيقته وحقيقة جماعته ، لأن حاشية الملك وأعوانه لما افتقدوا هؤلاء كان بعضهم وزراء واداريين كبار ، بحثوا عنهم في كل مكان فلم يجدوهم ، فنشر ذلك الخبر كحادثة مهمة وكتب ذلك في تاريخهم ،