وكانت الأجيال تحفظ هذه القصة الغريبة وتتناقلها ، الى أن جاء هذا الوزير متنكرا بلباس الراعي ، ومعه تلك النقود المنقوش عليها صورة الملك في ذلك العصر ، فعرف الناس أنهم هم الذين يذكرهم التاريخ المدوّن لديهم.
بيّنات من الآيات :
[١٧] (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ)
ربّما يريد السياق ربط ثلاث حقائق ببعضها في هذه الآية ، وليكوّن في أذهاننا صورة ذات ثلاثة أبعاد :
البعد الأول : يرينا آية الشمس ، وكيف أن الله سبحانه أجراها في مسيرها دون أن تتخطى المدار المرسوم لها ، والتزامها بنظام معيّن ، وهذه لفتة نظر الى السنن الكونية التي يجريها الله بقدرته وحكمته.
البعد الثاني : إذا كيّف الإنسان نفسه مع هذه السنن يستفيد منها ، فالشمس التي تطلع وتغرب في مسيرة محددة إذا تعرض الإنسان الى وهجها بصورة مباشرة فسوف يتأثر ، وإذا ابتعد عنها فسوف يتأذى ، وإذا كان في وضع معيّن فأنه يستفيد منها ، وهكذا فأن تكيّف الإنسان مع الشمس بصورة معتدلة ينفعه.
البعد الثالث : أن تكيّف الإنسان مع سنن الكون لا يمكن الا بهداية الله سبحانه ، لأنه هو الذي يحيط علما بهذه السنن ، ويعرّف الإنسان بها.
ومن خلال التدبّر في الآية يظهر لنا مدى لطف العلاقة بين كلماتها ، يقول القرآن : «وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ»
أي أن الشمس حينما تطلع فإنها تبتعد عنهم.