بالرجوع ثانية ، وهذه حماية الهية لهم من خطر الأعداء ، ففي الأحوال العاديّة قد يخاف المرء من شيء ويهرب منه ثم بعد ما يهدأ ويتروىّ فأنه لا يجد مبررا للخوف ومن ثم يتمكن من العودة لذلك الشيء ثانية. أما بالنسبة الى هؤلاء فانّ أسباب الرعب تبقى عند من يراهم حتى بعد ان يتركهم.
[١٩] لقد ناموا هذه الفترة الطويلة ، ولكنهم بعد ذلك بعثوا من قبل الله سبحانه وتعالى لكي يسأل بعضهم بعضا.
(وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ)
هنا نتوقف قليلا لنطرح هذا السؤال : ما هي العلاقة بين بعثهم وايقاظهم من الرقاد وبين سؤال بعضهم بعضا؟
ربما تكون العلاقة بين بعثهم وتساؤلهم ، أن الإنسان حينما يكون نائما فأنه يكون غافلا عمّا حوله ، وحينما يستيقظ فأنه يفهم ويعلم وينشط فكره ، وأول شيء يأتي الى الإنسان بعد اليقظة هو عقله حتى قبل ان تسمع أذنه ، أو ترى عينه ، وتتحرك يده ، فأن عقله يتحرك وعند ما يتحرك العقل فأنه يبحث عن معلومة جديدة.
وهذه الحالة توجد عند الإنسان حينما يبعث في يوم القيامة ، حيث يتساءل الناس بينهم يومئذ : كم لبثنا في قبورنا؟
فبعضهم يقول : يوما ، وبعضهم يقول : ساعة من نهار ، المهم أنهم يطرحون هذا السؤال بينهم ويناقشونه ، وهناك علاقة وثيقة بين قصة أصحاب الكهف والعبرة منها ، وبين قصة الإنسان في رحلته الطويلة من الحياة الى الموت ، ومن الموت الى الحياة سنذكرها مستقبلا إنشاء الله.