وكلمة لبثتم تشمل عدة تساؤلات : كيف لبثتم؟ كم لبثتم؟ ما هي مجريات الأمور وتطورات الأحداث التي أحاطت بكم في هذه الفترة؟
(فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ)
في حصول الإنسان على العلم عليه الا يصبح متجردا عن الواقعيات ، فأجتهد في تحصيل العلم الذي ينفعك ، ولا تبحث في أمور بيزنطية جدلية ، فالقرآن يقول : أن هؤلاء جلسوا وخططوا وفكروا وقالوا : حسنا كم بقينا على حالنا؟ وكيف بقينا؟ تلك قضية جانبية ، أما القضية الأهم فهي الجوع ، فلنتحرك الى ما يفيدنا ونفكر في ما ينفعنا.
بورقكم : هو السكة الفضية.
(فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ)
ان الإنسان المؤمن يبحث عن ازكى الطعام ، زكاة مادية ومعنوية ، فلا يبحث عن طعام يضره ، كما لا يبحث عن طعام حرام ، بل يراعي النواحي الصحية والشرعية.
ثم يشير القرآن الى مسألة عدم الإسراف في الأكل ، فلا ينبغي أن يأكل الإنسان بقدر ميزانيته بل بقدر حاجته فقط ، لذلك قالوا : «فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ»
اي بمقدار ما تأكلونه وليس أكثر من ذلك.
(وَلْيَتَلَطَّفْ)
اي ليكن تصرف الذي يذهب ليبحث عن الطعام ويشتريه مهذبا ، وحركاته لطيفة فو قد يشتري الإنسان طعاما بقدر حاجته ، ولكن بعد العراك والخشونة مع الناس ، ولكن القرآن ينهى ايحائيا عن ذلك فيقول : «وَلْيَتَلَطَّفْ» وهذا من آداب