بمقاومة النوم ، وإذا أراد الإنسان ان يعرف كيف يبعث بعد ان يموت فليفكر كيف يستيقظ بعد ان ينام ، وإذا أراد الإنسان آية تدل على ذلك فلينظر الى الحياة كلها ، فالحياة جميعا موت وبعث.
البعث في الحياة ليس شيئا بدعا ، فكل شيء في الحياة له بعث ، وفي الإنسان نفسه دليل على البعث ، كيف كان نطفة في صلب أبيه ، ثم في رحم أمه ، ثم ولد طفلا رضيعا ، ثم نما فأصبح رجلا ضخما قويا أو ليس ذلك بعث؟
وهذه الأرض تراها مرة فينزل الله سبحانه عليها ماء من السماء ، فإذا بها تهتز وتخضر ، ثم لا تلبث هذه الخضرة أن تموت وتصبح هشيما تذروها الرياح. هذه قصة الحياة كلها. أو يكون صعبا على خالق هذه الحياة أن يحيي الناس بعد موتهم؟!
هذا مع العلم بأن عقولنا القاصرة الصغيرة تعتقد بأن الإحياء بعد الموت أسهل عند الله من الإحياء بعد العدم ، وهذه المعادلة خاطئة بالنسبة الى قدرة الله عزّ وجل ، لأن قدرة الله لا متناهية ، وهو لا يبذل مجهودا ولا يتعب حتى يكون عنده شيء أسهل من شيء آخر ، ولكن بحسب مفاهيمنا وخبراتنا الحياتية أن إعادة صنع شيء أيسر من ابتداء صنعه واختراعه ، فكيف نؤمن بأن الحياة لم تكن ثم كانت ولا نؤمن انها بعد اندثارها ستعود ثانية؟
لذلك علينا ان نستفيد ، من قصة أصحاب الكهف ، هذه العبرة.
(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها)
نستطيع ان نستخلص من هذه الآية ثلاثة أمور :
أولا : صدق وعد الله لعباده المؤمنين الصالحين بالنصر ، حيث نصر أصحاب