(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ)
والسّؤال من هم هؤلاء؟
قالوا : هي الأصنام ، ويبدو لي أنهم الطغاة والمستكبرون الذين ترمز إليهم الأصنام ، ووفق هذه النّظرة نجري في تفسير الآيات التالية.
[٢١] إن أول صفات الآلهة المزيفة هي انها أموات ، لا علم لهم ولا قدرة الا بقدر ما يهب الله لهم من علمه وقدرته.
(أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ)
وربما جاء التأكيد على انهم غير احياء ، لان المراد بالأموات ليس حقيقة الموت ، فوجب التأكيد.
(وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)
أي انهم ينتظرون الجزاء لكفرهم من دون معرفة يومه ، فهم مسئولون أمام الله.
قال الطبرسي (ره) وهو يفسّر الآيات : الأصنام أموات غير احياء ، وأكثر كونها أمواتا بقوله غير احياء ، لنفي الحياة عنها على الإطلاق ، وما يشعرون أيان يبعثون معناه : وما تشعر هذه الأصنام متى تبعث للجزاء ، وقيل في الآية هم أموات يعني الكفار في حكم الأموات ، لذهابهم عن الحق والدين ولا يدرون متى يبعثون! (١)
وإذا فسرنا الآيات بالأرباب الذين هم بشر ، لا نحتاج الى هذه التفسيرات والوجوه البعيدة عن ظواهر الآيات.
__________________
(١) عن كتاب نور الثقلين ج ٣ ص ٤٨.