[٢٢] أما الإله الحق الّذي ينبغي ان تخلص العبادة له فهو الله. وليس عدم ايمان البعض به الا بسبب نقص فيهم ، حيث ان قلوبهم منكرة تستبعد ما يرد عليها من الحق.
(إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ)
وسبب جحودهم هو طلب العلو والاستكبار.
(وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ)
[٢٣] ولكنهم يخفون السّبب الحقيقي لجحودهم وهو الاستكبار ، وتكريس عبادة الذات ، بينما الله يعلم اسرارهم واعلانهم ، ويكره حالتهم هذه.
(لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ)
كلمة لا جرم مأخوذة من الكسب (حسبما جاء في المجمع عن أبي مسلم) يعني لا يحتاج معرفة هذا الأمر الى اكتساب علم ، لأننا نفهمه بلا تكلف وبوضوح. وقال البعض إن (الجرم) بمعنى قطع التمر من الشّجر وإذا أضيف إليه (لا) فانه يعني ليس هناك شيء يقطع هذا الأمر أو يخالفه.
[٢٤] ولكي يغلفوا استكبارهم بتبرير مقبول عند النّاس ، تجدهم يحسبون أنفسهم تقدميين ، وينسبون الأفكار الصحيحة الى العصور الماضية ، وكأن الزمن يعتّق الحق ويجعله باليا.
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)
والأساطير جمع أسطورة ـ في مثل وزن أحدوثة ـ وهي ما كتب وربما توحي اللفظة بما كتب باطلا.