جزاء الاستكبار :
[٢٥] إن المستكبر يرى في الحق عدوه الخطير ، لأنه يريد ان يستغل النّاس ويبسط عليهم جناح طغيانه ، وإذا كان النّاس عارفين بالحق فلن يسمحوا له بذلك ، لذلك يبث الدعاية تلو الدعاية ضد الحق ، ولكن ما هي العاقبة؟
ان عاقبته تحمّل أوزار الذين يضلهم بدعاياته ، بالإضافة الى أوزاره.
(لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ)
والأوزار هي أثقال الذنوب ، باعتبار ان الذنب لا ينتهي بل سوف يبقى كثقل يتحمله صاحبه يوم القيامة ، وقد يشترك اثنان في تحمل وزر ذنب دون ان يخفف أحدهما عن الآخر ، وقد جاء في الحديث النّبوي الشّريف :
«من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها دون ان ينقص من اجره شيء ، ومن سن سنة سيئة كان له وزرها ووزر من عمل بها»
والآية توحي بان فرض السّيطرة على أحد ، إذا لم تكن في طريق يعلم الفرد سلامته ، يعتبر جريمة كبيرة.
[٢٦] ولا يكتفي المستكبرون بالدعاية ، بل يتأمرون ضد الحق وجبهته بشتى أنواع المكر والخدع ، ومكرهم يشبه مكر الذين كانوا من قبلهم ، وكيف ان الله نسف أساسهم حتى وقع عليهم السّقف.
(قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ)