هبط السّقف بسبب تزلزل القواعد التي قام عليها وهم تحته.
(وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ)
فهم كانوا يزينون السّقف ، ويحاولون المحافظة عليه ، فاذا السّقف ينهدم بسبب نسف قواعده.
ان آيات سورة العنكبوت قد تكون أفضل تفسير لهذه الآية ، حيث ان الكفار الذين اعتمدوا على الماء ، وبنوا بناءهم على قواعد الحضارة غرقوا في البحر فتلاشوا كقوم فرعون ، وكذلك الذين ركنوا الى مناعة بيوتهم كعاد دمّروا بالريح وبالصخور التي بنوا بناءهم بها وهكذا كل قوم اعتمدوا من دون الله على قواعد مادية أتى عليها الله ، ودمرهم بها وهم لا يشعرون ان خطأهم الأكبر كان اعتمادهم على هذه القوة الزائلة.
[٢٧] ثم عذابهم في الدنيا لا العذاب في الآخرة بل ان استكبارهم سوف يجر إليهم العار والخزي.
(ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ)
أي تشقون عصى الوحدة من أجلهم ، أو بتعبير آخر كنتم تتعبون أنفسكم دفاعا عنهم ، تناضلون جبهة الحق من أجلهم ، وكان الحري بكم ان تحاربوهم.
(قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ)
فلهم عذاب نفسي هو العار ، وعذاب جسدي يسوؤهم ، وهذه الآية توحي بقيمة العلم وفائدته. حيث انّ أعظم سبب لاستكبار المستكبرين واستغلالهم للناس هو انعدام العلم عند النّاس.