[٢٨] وهل الكافرون هم الذين يجحدون بألسنتهم ، أو ان كل مستكبر عن الحق وظالم لنفسه يواجه ذات العذاب؟
(الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ)
أي في الوقت الّذي كانوا يظلمون أنفسهم ، أما من تاب قبلئذ فحسابه يختلف.
(فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ)
بالرغم من انهم قبل ذلك كانوا يستكبرون ، ويحسبون أنفسهم فوق الحق ، وفوق المسؤولية ، فوق القانون ويستضعفون النّاس.
(بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
إن الاستكبار يبدأ من ظلم النّاس واستصغارهم وقد يرتكبه واحد من ادنى النّاس تجاه من هو ادنى منه. جاء في نص شريف مأثور عن الأمام أمير المؤمنين (عليه السّلام):
«ومن ذهب يرى ان له على الآخر فضلا فهو من المستكبرين».
فقلت : انما يرى ان له عليه فضلا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟ فقال «هيهات هيهات فلعله أن يكون قد غفر له ما أتى ، وأنت موقوف تحاسب أما تلوت قصة سحرة موسى» (١).
[٢٩] آنئذ يساقون الى أبواب جهنم ، كل جزء منهم يدخلها من الباب الّذي اختاره في الدنيا لنفسه ، فمنهم من اختار باب الطغيان على العباد ، ومنهم من اختار باب طاعة الطغاة ، ومنهم من يدخل من باب الفساد في الأرض وهكذا.
__________________
(١) الجزء ٦ الصفحة ٣٥٥ (الكلام منقول بتصرف واختصار).