التي استنزلت القرآن في بدر أو أحد أو غيرهما ، لقد انزل الله القرآن ، لكل زمان ومكان وإنسان ، فعلينا ان نقرأه بهذه الطريقة ، ولعل هذه الآية تشير الى هذه الحقيقة ، وانه ما دام القرآن قائم بيننا ، فلم نذهب الى التوراة والإنجيل ، والأفكار الموجودة في الكتب المنحرفة والأساطير المبثوثة عند الناس ، ونستفتي من يعرفها ويحملها؟
الحياة بين تدبير الرب وتقدير العبد :
[٢٣] (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً)
[٢٤] (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً)
لأول وهلة تبدو هاتان الآيتان غير مترابطتين مع بعضهما ، ولكن لنتدبر فيهما قليلا ..
لما كانت الحياة تتطور باستمرار ، كانت رسالات الله قد وضعت حسابات دقيقة لمتغيرات الزمان ، وتطورات الأحداث ، فيجب على الإنسان ان يضع الرسالة التي أنزلت عليه نصب عينيه في كل تصرفاته واعماله ، ولا يتركها لأن فلانا قال كذا ، أو أن السابقين عملوا هكذا.
والقرآن الحكيم يأمرنا بهذا في الآية الأولى ، أما في الآية الثانية فأنه يوجهنا الى موضوع دقيق ، فيقول : ان على الإنسان الا يضع لنفسه برنامجا طويل المدى دون ان يحسب حساب متطورات الزمان في برنامجه ، فالله سبحانه لا يأمر بشيء جامد ، وانما يأمر بأتباع القيم التي تطبق في كل وقت بصورة معينة.
ليس لك ان تقول غدا سأعمل العمل الفلاني ، لأنه قد يأتي الغد وتتطور