الأحداث فيه ، ويكون الواجب عليك عملا آخر يختلف عما عزمت عليه ، فعليك ان ترتبط بالله ورسالته التي أنزلت عليك ، والتي يفهمها عقلك ارتباطا وثيقا مباشرا ، ولا ترتبط بخطة معينة أو بتاريخ معين ، أو بأفكار سابقة ، أو بكتب مكتوبة ، أو ببرامج جامدة ، وهذا هو منتهى (التقدمية) في القرآن ان صح التعبير.
أما ربط العمل بالمشيئة فله معنيان :
الأول : المعنى الظاهر والمعروف ، وهو ان مواهبي وامكاناتي كإنسان ، وامكانات الطبيعة وفرص العمل ، كلها متصلة بإرادة الله سبحانه ، فان له ان يوفقني غدا لعمل أو لا يوفقني ، وهذا الاستثناء بالمشيئة هو المعنى المألوف.
ومن هنا يقول الأمام علي (ع): «عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم» اي اني عزمت على شيء فجاء القضاء وفسخ عزيمتي ، وهممت بشيء فجاء القدر ونقض همتي.
الثاني : ان الله إذا أمرني غدا بهذا العمل فسوف أعمله ، وإذا نهاني فسوف اتركه ، فعملي وعدم عملي غدا مرتبط بما يأمر به الله غدا وليس اليوم ، فقد يكون أفضل عمل اليوم هو الصلاة والتعبد في المسجد ، ولكن غدا قد يكون أفضل عمل هو الاشتراك في التظاهرات ، وبعد غد أفضل عمل هو العمل المسلح ، وبعده أفضل عمل ان اجلس على أريكة الحكم وادير شؤون الناس ، فعليّ دائما ان أضع خططي حسب ما يأمر به الله وليس حسب مشيئتي ورغبتي ، واجعل هواي باستمرار موافقا لما يريده الله سبحانه.
جاء رجل الى الامام الصادق (ع) فقال له الأمام : «كيف أصبحت؟ فقال : أصبحت والله والمرض خير لي من الصحة ، والفقر خير لي من الغنى ، والذل خير لي من العزة .. إلخ. فقال الأمام : اما نحن فلسنا كذلك. قال : فكيف أنتم؟ قال :