لحظة سعيدة في حياتهم ، تبعث في أنفسهم الغرور ، لأنهم بعد صبر وانتظار طويل يرون الثمار وهي وفيرة وزاهية ، فيختالون وكأنها ثمرة جهدهم ، وينسون ان الله هو الذي زرعها وأينعها في هذه اللحظة.
(فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً)
أخذ يتعالى على الآخرين ، اعتمادا على أشياء وقتية زائلة ، وليس في الآيات دلالة على أن هذا الرجل كان له أنصار ، ولعل غروره دفعه الى الاعتقاد بأنه ما دام يملك شيئا من المال فكأنه يملك الناس أيضا ، لذلك قال : ـ «وَأَعَزُّ نَفَراً».
[٣٥] (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ)
ان ظلمه لنفسه هو في اغتراره بزينة الدنيا الذي جره للتعالي على الآخرين ، واعتقاده انه ما دام يملك المال فهو يملك الرجال.
(قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً)
هذه هي العلاقة الخاطئة بين الإنسان والطبيعة ، وهي علاقة الاعتماد عليها والركون إليها وكأن الطبيعة خالدة له.
[٣٦] (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً)
في البداية اغترّ بنفسه وقال : (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) ، ثم ظلم نفسه باعتقاده أن الجنة خالدة له ، ثم أنكر المعاد ، ووصل الى نهاية دركات الهبوط حينما اعتقد بأن الله ، والدين ، والرسالة ، وكل القيم انما هي في جيبه.
ان الإنسان يظل صالحا للهداية ما بقيت في نفسه جذوة الأيمان ، وما دام يعتقد ان عمله قد يكون خاطئا ولا يرضى الله عنه ، أما حينما يعتقد بأن الله والدين تابعان