له ، ويأخذ يبرر اعماله ببعض الأفكار الخاطئة ، فآنئذ لا تترجى له الهداية ، فأنه يتحول من إنسان الى ما هو أحط من الحيوان. وذلك حين يقول :
(وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً)
اعتقد صاحب الجنتين انه ما دام الله قد أعطاه تلك الجنتين وفيهما نخل وأعناب وزرع ، وأفاض عليه الخير في الدنيا ، اذن ففي الآخرة سوف يعطيه أكثر ، وذلك استنادا الى معادلة خاطئة وهي : ان العطاء في الدنيا دليل رشاد وهداية وفي هذه بالضبط هلاك الإنسان وخسارته الأكيدة ، إذ ان بسط الله للرزق وتقديره له ، انما هو لامتحان العباد وليس للتكريم أو الإهانة.
كيف نجبر ضعف الذات؟
[٣٧] (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)
هل وصل بك الحال أن تكفر بالله؟ وأنت تعلم علم اليقين كيف انه خلقك أطوارا فقدّرك ، وانك لا تستطيع ان تعتمد على نفسك وقدراتك ، فكيف تعتمد على الجنة الخارجية التي هي نتيجة قدراتك ومكسب طاقاتك؟
لقد كنت ترابا ، ثم أصبحت نطفة ، ثم استويت رجلا ، اي انك كائن تطرأ عليه التغيرات ولست على حال ثابتة ، وأنت معرض لكل الاحتمالات والأخطار ، فمثلك ينبغي ان يعتمد على ركن ثابت شديد لا يطرأ عليه التغير ، ولا تجوز عليه الاحتمالات وهو الله ، لا أن تعتمد على أشياء متحولة ومتغيرة كذاتك ، لا تغني عنك شيئا إذا هجمت عليك نوائب الزمان.
ان القرآن يعالج طبيعة الإنسان بعمق ، لأن منزّل القرآن هو الله الذي خلق هذا