اي لم أشرك بربي شيئا ، فأركن للغنى ، واغتر بالثروة ، واعتقد بأن المال يضمن البقاء والخلود. والقرآن يقول : «أحدا» ولا يقول : «شيئا» ربما للإشارة الى ان الإنسان الذي يعبد الغنى والثروة اليوم سيعبد من يملكها غدا ، وهو بالتالي يسير في خط الشرك.
[٤٣] (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ)
لعله كان لهذا الرجل عصبة اعتقد بأنهم قادرون على دفع عذاب الله عنه ، فهو لم يكن واحدا ، انما كان ضمن مجموعة من الأثرياء نسميهم بطبقة الرأسماليين والمستكبرين ، وعبادته لم تكن للمال فقط ، وانما لتلك الطبقة أيضا.
ولكننا رأينا ان تلك الطبقة تخلت عنه وتركته حينما جاءه عذاب الله ، لأنهم يريدون المرء ما دام ثريا مثلهم ، أما إذا أصيب بنكبة وأصبح فقيرا فلا شأن لهم به.
(وَما كانَ مُنْتَصِراً)
وحتى لو أرادوا ان ينصروه فأنهم لن يستطيعوا ذلك.
[٤٤] (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ)
إذا أردت ان تعبد أحدا ، وتعتمد على ركن ، فأعلم بأن الله هو وليك وقائدك وإلهك فأعبده واعتمد عليه.
(هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً)
فهو الذي يعطيك الثواب الآن ، ويؤملك به في المستقبل.