أعيننا ، ولتحمّلنا مسئوليتنا ، وأخذنا من هذا المعبر السريع لذلك المنزل الباقي ، أليس كذلك؟ دعنا نعيش لحظات في عمق المستقبل الحق. في يوم النشور الرهيب.
وينتقل بنا السياق ليصور لنا مشهدا من مشاهد القيامة ، حيث تنتهي جاذبية الأرض ـ كما يبدو لي ـ وتصبح كالعهن المنفوش وتنبث بثا وتسيّر تسييرا. يقول تعالى :
[٤٧] (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ)
هذه الجبال على عظمتها وضخامتها تتحرك ، وإذا تحركت الجبال ولم تثبت في مكانها فهل أستطيع أنا أن اثبت في مكاني؟
كلا .. كذلك زينة الحياة الدنيا ، فلا يمكنك أن تعتمد على شيء وتركن إليه ، لان هذا الشيء غير ثابت للأبد.
(وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً)
لا شيء يستقر على الأرض ، لا بناء ولا شجر ولا تلال ، فتصبح (بارِزَةً. وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً)
فلا ينسى الله أحدا لان قبره في مكان بعيد ، أو لأنه مات منذ زمن طويل ، أو لأنه لم يسجل اسمه في القائمة ، لا شيء من ذلك أبدا ، فكل الناس بلا استثناء يقفون على أرض المحشر التي تكون بارزة ، مكشوفين لا شيء يسترهم.
[٤٨] (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا)