ثم تأتي مرحلة الاصطفاف بين يدي الله عز وجل ، في صفوف لا يعلم مداها ، الا الله حيث يتواجد آنذاك كل الناس الذين خلقهم الله منذ ملايين السنين والى يوم القيامة.
(لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)
أين الأموال؟ وأين البنون والعشيرة؟ وأين الألقاب والمناصب؟ لا شيء بقي من ذلك اليوم.
(بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً)
كنتم تتصوّرون ان يوم القيامة لن يأتي وقد أتى اليوم ، فأين أنتم منه؟
قال رسول الله (ص) عن الناس يوم المحشر : «يحشرون حفاة عراة غرلا (والغرل هم الغلف) فقالت عائشة حين سمعت ذلك : واسوأتاه! أينظر بعضهم الى سوأة بعض من الرجال والنساء؟! فقال (ص) : لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه ويشغل بعضهم عن بعض»
فابصارهم تكون شاخصة الى الأهوال والاحداث الرهيبة التي تأخذ مجراها في ذلك الوقت ، ويكون تفكيرهم منصبا على مصيرهم.
[٤٩] (وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ)
ويتعجبون : كيف رصدت كل التفصيلات الدقيقة ، المادية والمعنوية فيها فيرتجفون خوفا ، لان كل جرائمهم مكتوبة ، وهم مسئولون عنها.
(وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا)