القرآني ليذكرنا ويقول : ايها الناس تلك كانت قصص ماضيكم ، وتلك حوادث مستقبلكم ، فانتبهوا لحاضركم.
كيف نتخلص من طبيعة الجدال؟
[٥٤] (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ)
كل تجسيد للحقيقة يسمى مثلا ، والقرآن يجسد الحقائق المجردة في امثلة تاريخية مضت أو حوادث مستقبلية تقع ، لكن لماذا ، لكي يقرب هذه الحقائق المجردة الى أذهان الناس وقلوبهم ، ولكن الإنسان مهما أوتي من أمثال ، وصرفت له من قصص وحوادث ، تراه يجادل فيها.
(وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)
الإنسان يبحث عن أي وسيلة يتهرب بها عن حفظ أمانة العقل ، وثقل مسئولياته انه يبحث عن مخرج من الهداية للصعوبة القصوى التي يعانيها في رحلته الشاقة من ارض الطبيعة الى قمة الكمال ، وما دامت طبيعته الجدل ، فأن عليه أن يعمل جاهدا لكي يقاوم هذه الطبيعة ، ويعرف بأنه لو ترك نفسه وشأنها فإنها نزاعة للهوى وأمارة بالسوء ، تدعوه الى الجدل والابتعاد عن الحقيقة والهبوط الى حضيض الشهوات.
ان عليك ايها الإنسان ان تقاوم ، العلم بحاجة الى جهاد ، والهدى بحاجة الى سعي ، والكمال بحاجة الى مقاومة مستمرة لنوازع الهوى حتى تكتمل.
ولعلّنا لو تعمقنا قليلا في كلمة الجدل نصل الى معرفة طبيعة الإنسان التي هي مخلوقة من مجموعة متناقضة من الأهواء ، والنزعات ، والتطلعات وما أشبه ، فالإنسان