ان الله يبعث بالهدى للناس ، ويأمرهم ان يصححوا حياتهم وفق هذا الهدى ويصلحوا ماضيهم ، ولكن هؤلاء ينتظرون حتى يأتيهم العذاب ، فأما أن يأخذهم بغتة ، واما يأتيهم فيروه أمامهم مباشرة ، فهم ينتظرون الواقع ، ولا ينظرون الى الحقيقة ، ويقول القرآن :
(وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ)
ان يؤمنوا بالهدى ، وان يصلحوا حياتهم الماضية وفق ذلك الهدى.
(إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ)
اي العذاب المحيط بهم.
(أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً)
اي يرون العذاب امامهم مباشرة.
[٥٦] اذن لماذا ينزل ربنا العذاب على الناس حتى يهتدوا؟
لأن المطلوب هو ان يهتدي الناس بعقولهم وإراداتهم ، ودور رسالات الله هو دور التبشير والإنذار ، وليس دور الجبر والحسم.
(وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ)
يريد الكفار ان يهدموا كيان الحق بسلاح الباطل ، ولما كانوا لا يقدرون على ذلك ، فأنهم يتخذون سلاحا آخر هو سلاح الاستهزاء ، وهو اخطر سلاح يستخدمه الإنسان في مقاومة الحقيقة.