فانه يجب أن يموت وينتهي ، لأنه سوف يصطدم بالطبيعة وحقائقها الراسخة الصلبة فيتحطم شرّ تحطيم ، وبالتالي فان الضلالة جريمة عقوبتها معجلة في الواقع ، ولكن الله يؤجل هذه العقوبة ، وهذا من فضله الواسع وحلمه الكبير. ولعله سيتدرجه الى مصيره الأسود استدراجا.
الحقيقة الثالثة : ان هذا التأجيل ليس الى فترة غير محدودة ، وانما لموعد يوم معلوم عند الله سبحانه وتعالى ، وإذا جاء فانه لن يتأخر ، وهذا بدوره قضية هامة لو تحسس البشر بها لاستطاع أن يقاوم جهالته ، وتعاليه على الحقائق.
ولكي يوضح القرآن الكريم هذه الحقائق أكثر ، فانه يضرب لنا مثلا من واقع موسى (ع) واجتهاده في البحث عن العلم والمعرفة.
وفي هذه المجموعة من الآيات ، يذكرنا القرآن بان الإنسان في حالات التعب ، والارهاق ، وانشغال ذهنه بقضايا ثانوية قد ينسى أمورا مهمة.
لقد قام موسى مع مرافقه بسفرة طويلة مضنية مليئة بالصعوبات ، فأصابهم تعب شديد من وعثاء السفر ، مما جعلهم ينسون غذاءهم الذي أحضروه معهم ، فالنسيان اذن من الشيطان ، وتجاوز هذا النسيان لا يكون الا عن طريق التذكر المستمر لله سبحانه وتعالى ، وهناك سبب آخر من أسباب الجهل وهو : اعراض الإنسان عن آيات الله وانصرافه عنها.
بينات من الآيات :
آثار الظلم :
[٥٧] (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها)
فآيات الله واضحة ومنتشرة في كل مكان ، الا ان الإنسان بحاجة الى من يذكره