بها ، ولكن عند ما يذكر وتتلى عليه الآيات فيتركها ، ولا يهتدي بها ، فانه يكون أظلم الظالمين.
(وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ)
لقد نسي حقيقة رئيسية وهي : أنه إنسان غير عالم ولا فاضل ، بل هو جاهل ومتورّط في الجرائم ، إنسان ظلم نفسه بارتكاب الخطايا والذنوب ، فوقفت حاجزا بينه وبين الهداية ، لذلك ينبغي عليه أن يتسلح بالإرادة والعزم ، وان يتجاوز هذا الحاجز بدل أن يغفل وينسي ما قدمت يداه.
من هنا نعلم بأن الوصول الى الهداية بحاجة الى تجاوز الصعوبات ، وحسب التعبير القرآني أننا بحاجة إلى (اقتحام العقبة) ومن لا يقتحم العقبة ، ويتسلح بالعزيمة الكافية لتجاوز الحواجز ، فلن يهتدي أبدا.
(إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ)
هناك حجب موجودة على قلوب هؤلاء ، فما هي تلك الحجب؟
انها الذنوب والمعاصي التي يرتكبونها ، ويصرّون عليها ، فتتراكم على قلوبهم بصورة حجب سميكة ، تحول دون نفوذ الحقائق إليها. فيجعل الله على قلوبهم أكنّة.
(وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً)
أي انا جعلنا أذانهم تشكو من صعوبة السمع ، والوقر هو : الشيء الثقيل ، والإنسان عند ما لا تسمع أذنه يحس وكأن ثقلا قد وضع فيها.
(وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً)
ما دامت الأكنة موجودة على قلوبهم ، والوقر في آذانهم ، وما داموا قد نسوا