ماضيهم الحافل بالجرائم والذنوب ، فلم يحاولوا أن يستعرضوا ويتأملوا خطورتها ، ولم يتسلحوا بالإرادة الكافية لمقاومتها ، فمن المستحيل عليهم أن يجدوا طريقهم الى الهداية.
وإذا كانت الضلالة ظلما ، فلما ذا لا يعجل الله عليها العقاب؟
يقول القرآن : تلك رحمة من الله ، وفرصة ثمينة لمحاولة الرجوع الى الهداية ، فلا يغتر الإنسان بهذه الفرصة فانها قصيرة ومحدودة.
[٥٨] (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً)
ليس باستطاعتهم أن يجدوا مهربا يؤولون اليه ، كما يحدث عادة على مستوى البشر حينما تريد السلطات أن تلقي القبض على شخص فان هذا الشخص يأخذ بالتفتيش عن مكان يختفي فيه ، أو عن شخص له نفوذ لكي يتوسط له عند السلطة ، اما عند الله فلا يوجد شيء من ذلك أبدا ، فسلطته واسعة قوية قادرة ، ولا مهرب منها أبدا.
والموئل هو : المكان أو الزمان الذي يحجب العقاب عن الإنسان.
[٥٩] (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً)
وهلاكهم كان له موعد محدد ، ولما جاء ذلك الموعد انتهت الفرصة الممنوحة لهم ، ولم يكن باستطاعتهم أن يكتسبوا لحظة اضافية.