لماذا النسيان؟
[٦٠] ان نسيان الإنسان لماضيه وما قدمت يداه ، أحد الأسباب الرئيسية لجهله وعدم هدايته ، والقرآن يضرب مثلا على ذلك من قصة موسى (ع) حيث انه كلف ـ فيما يبدو ـ بالبحث عن شخص عالم يرشده وعزم موسى عليه السلام على السفر الى حيث يوجد العالم عند التقاء البحرين ـ ولعلهما خليج العقبة وخليج السويس المتفرعان من البحر الأحمر ـ وعند ما بلغه وآوى هو وفتاه الى صخرة تسرب حوتهما في البحر ولعل الآية :
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً)
أي أنني مصمم أن أصل الى مجمع البحرين أو أمضي سنين عديدة بالرغم من كل الصعوبات المحتملة ، والفتى هو يوشع بن نون أقرب بني إسرائيل الى موسى عليه السلام ووصيه ، ولعل التعبير ب (الفتى) عنه كان لمعاني السموّ الروحي والكمال الرسالي الذي كان يتمتع به ، وبالذات في اتباعه لقيادته الإلهية ، وتفانيه في خدمة الرسول عليه السلام.
[٦١] (فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما)
أي المكان الذي يجتمع فيه البحران.
(نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً)
لقد تحرك الحوت بحالة السرب ، والسارب هو الذي يسير الى الأسفل ولعل بالحوت كان رمق من الحياة فلما دخل الماء استعاد حياته وتسرب فيه أو كان هناك ماء الحياة.