على الآخرين ، أما إذا كانت النفس ضارة ، فان الله سبحانه وتعالى يأذن لولي الأمر من قبله بإعدامها ، وإنقاذ المجتمع من شرها ، كما قدّر لخضر بأن يقتل الغلام لكي لا يصبح ضارا بالآخرين ، وكذلك مسألة الجدار ، وهذا هو ظاهر ما نستفيده من الآيات الكريمة ، وهناك عمق آخر سوف نتدبر فيه ونذكره.
بينات من الآيات :
لماذا خرق السفينة؟
[٧٩] (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها)
ان السفينة كانت لمساكين ، ومن عادة الملوك ورؤساء الدول قديما وحديثا أن يأمروا بمصادرة وسائل النقل كلما واجهت دولهم حربا ، لان الحرب بحاجة الى وسائل النقل كالسفن والجمال قديما ، والسيارات والباخرات والطائرات حديثا ، فهي اما تصادرها مصادرة تامة ، وأما أن تسخرها للأعمال الحربية فترة الحرب ، وهذه السفينة أيضا كانت من ضمن السفن المعرضة للمصادرة لو لا أن خرقها لتصبح معيبة ، وبذلك لا تشملها أحكام المصادرة التي كانت مقصورة على مصادرة السفن الصالحة فقط.
(وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)
الآية لم تقل ان ذلك الملك كان يأخذ السفن الصالحة فقط ، لكن الكلمة السابقة تدل على هذه المعنى ، وهذا من بلاغة القرآن.
لماذا قتل الغلام؟
[٨٠] (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما