هي : مصلحة الإفراد منفصلين ، ومن الطبيعي ان تتفوق مصلحة الإفراد مجتمعين على مصلحة الإفراد منفصلين ، وبصورة خاصة عند التعارض ، فمثلا مصلحة مليون إنسان أهم من مصلحة خمسة أفراد.
وعند ما نقول المصلحة العامة فنحن نقصد بها مصلحة البشر ، وليس من المعقول ان يترك الإسلام مصلحة البشر ككل من أجل مصلحة أفراد قلائل.
ان الثقافة الرأسمالية التي تؤكد على المصلحة الفردية هذا التأكيد المبالغ فيه ، انما هي ثقافة استغلالية يبرر بها المنحرفون الجشعون استثمارهم للآخرين ، وسيطرتهم اللامشروعة عليهم ، وأنهم ينادون بالملكية وبالمصلحة الفردية ، وأي مصلحة للفرد في مقابل مصلحة المجموع؟ وأي حرمة وحرية لفرد في مقابل حرمة وحرية الناس ككل؟ وماذا تعني هذه الكلمة؟ وهل هي مصلحة أم مضرة؟
أننا نشك في أن تكون هذه الكلمة صادقة (المصالح الفردية) بل الأصح ان تسمى بالمضار الفردية ، فالخير والشر لا يقاسان بالفرد ، بل يقاسان بالمجموع ، الخير هو ما ينفع الناس ، والشر ما يضر الناس ، فاذا نفعني شيء وضرّ الآخرين فهو شرّ ، ومفهوم الكلمة منذ البداية مفهوم شامل جماعي ، ولا ريب أن كل شر في العالم ينفع شخصا ما ، فهل يتبدل مفهوم الشر لأنه ينفع شخصا واحدا أو مجموعة صغيرة من أبناء المجتمع الانساني؟
وربما تكون الآيات الكريمة دالة على هذه الحقيقة وهي : ان المصلحة حقا والمنفعة صدقا انما هما بالقياس الى المجموع ، وأن الأحكام الشرعية لا تعطي صفات مطلقة لبعض المفاهيم ، فالملكية الفردية ليست سدّا أمام الإسلام ، وكذلك حرمة الإفراد علما باني لا أنفي اهتمام الإسلام بالملكية ، ولكنه محدود بمصالح الآخرين ، وعند ما يبدأ الضرر بالآخرين فان حرمة الملكية تنتهي.