ان علاقة الشكر هي : علاقة المحافظة على العوامل والأسباب التي أدت الى النعمة فاذا قمت بثورة ونجحت فيها ، ووصلت الى السلطة ، ففكر في الذي دفعك الى السلطة من العناصر البشرية والعوامل المعنوية ، وإذا عرفتهما فحافظ عليهما ، فاذا حافظت عليهما فأنت شاكر لنعم الله تعالى ، أما إذا لم تحافظ عليهما فأنت كافر ، والذي لا يحافظ على الأسباب والعوامل التي أدت الى حصوله على النعمة تتركه النعمة وربما بلا رجعة ، أما علاقة الكفر فهي الإهمال لتلك العوامل. كذلك علاقة الزكاة ، فقد جاءت في القرآن بمعنى : الإنفاق وفي اللغة تأتي بمعنى : التطهير والنمو ، وذلك لأن كل إنفاق وكل عطاء انما هو بمعنى النمو فالإنسان لا تنمو عضلاته الا عند ما يستخدمها في العمل ، ولا ينمو عقله الا عند ما يستخدمه في التفكير ، ولا تنمو قدرات لسانه الا عند ما يستخدمه في النطق والكلام ، وهكذا فان كل شيء في الحياة يزكو وينمو عن طريق العطاء والإنفاق ، والعكس صحيح ، فاذا ادّخر الإنسان جهوده فسوف تكون هذه الجهود سببا للطغيان ، والطغيان يكون سببا للهلاك والانتهاء.
هكذا يعطينا القرآن الحكيم ـ فيما يبدو ـ درسا في العلاقة مع زينة الحياة الدنيا ، وقد سبق وان قلنا ان سورة الكهف دروس وعبر تصحح علاقتنا مع الحياة الدنيا وما فيها من زينة ، وأموال ، وأولاد .. إلخ.
لماذا بنى الجدار؟
[٨٢] (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ)
فلو انهدم الجدار وجاء أهل المدينة وأرادوا أن يبنوا مكانه شيئا ، لاكتشفوا ذلك