[٨٨] (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً)
مما يدل على أن السلطة الإسلامية تعامل الناس على أساس أعمالهم وليس على معتقداتهم ، صحيح أن المعتقدات تنتهي في الأعمال ، والأيمان ينتهي الى العمل الصالح والشرك ينتهي الى الظلم ، ولكن المهم أن الجزاء ليس بالمعتقدات وإنما على الأعمال.
(فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً)
لقد أدى إيمان ذي القرنين بالله واليوم الآخر الى اتخاذ السياسة الصحيحة في الحكم والإدارة ، وهي إتباع العدل والحق ، وخدمة الناس وتيسير أمور الرعية ، وتحريرهم من الروتين والبيوقراطية التي يتبعها الحكام المنحرفون.
[٨٩] (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً)
ذو القرنين استفاد أيضا من الأسباب ، واستخدم عمله وعلمه في طريق آخر نافع.
[٩٠] (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً)
أين وصل ذو القرنين شرقا؟ لا أعلم ، إلا أن المنطقة كانت بدائية حيث أن القوم فيها لم يكن يملكون بيوتا تكنّهم من حرارتها ، كما جاء في حديث مأثور عن الباقر (عليه السلام):
«لم يعلموا صنعة البيوت» (١).
وقال البعض أن المنطقة كانت سهلا بحيث تظلها الجبال ولعلهم كانوا يفتقرون
__________________
(١) الصافي ج ٣ ص ٢٦٢