ومن الكفار من يبرر انحرافه الفكري والسّلوكي بالفكرة الجبرية ، ويقول : لو شاء الله لمنعنا عن عبادة الشّركاء ، أو اتباع القانون الباطل ، وهذا تبرير قديم ، ولا يسع الرسل سوى البلاغ الواضح ، وبعدئذ تبقى لهم حريتهم واختيارهم ، وابتلاء الله لهم ، والله لم يأمرهم بعبادة الطاغوت ، بل بعث الأنبياء لخلاص النّاس من الطاغوت ، فمنهم من استجاب لدعوة الرسل فهدي ، ومنهم من لم يستجب فاضلّه الله ، والمكذبون بالرسل أخذوا بأشد العذاب باعتبارهم أحرارا في تصرفهم وتكذيبهم ، فانظروا في آثار السّابقين.
والله لا يكره أحدا على الهدى ، بل لا يهدي من يختار الضلالة ، ولا ينصره ولن ينصره أحد.
بينات من الآيات :
جزاء المتقين :
[٣٠] تلك كانت نظرة المستكبرين الى الرسالة ، أما المؤمنون الذين اتقوا فلم تحجب الذنوب عقولهم عن فهم الحقائق فإذا سئلوا عن الرسالة قالوا أنها خير.
(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً)
ولا يذوق حلاوة الايمان غير المتقين وابرز سمات المتقين هو الإحسان الّذي يثمر حسنات في الدنيا والآخرة.
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ)
[٣١] أما دار المتقين فهي متمثلة في جنات خالدة.